Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

كلمة السفير المصري أثناء حفلة التخرج دار النجاح الدفعة ٤٥

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جاكرتا، ٢١ يونيو ٢٠٢٢

السيد مدير معاهد دار النجاح الدكتور صفوان مناف
السيد مبعوث مؤسسة الأزهر الشريف
السادة الحضور الأجلاء
في البداية دعوني أن أثمن العلاقات التاريخية بين كل من معهد دار النجاح ومؤسسة الأزهر الشريف والتي تعود إلى سنوات طويلة مضت
ولا شك أن قرار الأزهر يالموافقة على ابتعاث المبعوث الأزهري يحمل درجة الدكتوراة في الشريعة واللغة العربية إنما يدل على رفعة تلك العلاقة وسموها العلمي والثقافي.
كما أثمن التعاون الذي بين السفارة ودار النجاح والتي تحرس على ابتعاث طلابها إلى الأزهر الشريف بشكل دوري
وأود في هذه المناسبة أن أقدم التحية إلى السيد الدكتور صفوان مناف وإلى كل القيادات التي تعمل معه على هذا الجهد الكريم وإعداد الكوادر الإندونيسية الشابة قادرة على خدمة بلادها وتحمل مسؤوليتها كاملة
إنني سعيد اليوم وجود الطلاب الإندونيسيين الذين لديهم شغف للتعرف على وسطية الأزهر الشريف وحرصهم على السفر إلى القاهرة وحرصهم على الدراسة في هذا الصرح العلم ومعاهده في كل البلاد خاصة في مجال الشريعة والقانون.
كما أود بهذه المناسبة أن أتقدم التهنئة للدفعة الخامسة والأربعون من طالبات معاهد دار النجاح وأتمنى لهن حياة كريمة موفقة مليئة بالنجاح والسعادة.

السادة الحضور الأجلاء المحترمين
يمكن القول إن تعليم الوسطية والدين الحنيف إنما هو ركن هام في مبادئ الأخلاق في الحضارة الإسلامية فالأخلاق في الإسلام ثابتة لا تتحرك ولا تتطور مع منطق الأغراض والمصالح أو منطق القوة والإسلام لا يعرف نسبية القيم ولا يوجد فيه مبدأ الكيل بالمكيلين
إن مؤسسة الأزهر الشريف في مصر هي من أقدم وأعرق المؤسسات الدينية التعليمية في العالم فقد بني الأزهر الشريف منذ أكثر من ألف عام وكان أول جامع ينشأ في مدينة القاهرة التي عرفت بعد ذلك بمدينة ألف مئذنة
ويمثل الأزهر الشريف بجامعه وجامعته نموذج الفريد ورمز الاعتدال ووسطية الإسلام بعيدا عن الأفكار المتشددة التي تأخذ بناحية التطرف في تفسير التعليم الدين الإسلامي الحنيف

كلمة سفير جمهورية مصر العربية لدى جمهورية إندونيسيا السيد أشرف محمد سلطان بمناسبة حفلة التخرج طالبات معاهد دار النجاح الإسلامية جاكرتا الدفعة الخامسة والأربعون
كلمة سفير جمهورية مصر العربية لدى جمهورية إندونيسيا السيد أشرف محمد سلطان بمناسبة حفلة التخرج طالبات معاهد دار النجاح الإسلامية جاكرتا الدفعة الخامسة والأربعون

السادة الحضور
أود الإشارة إلى أنه منذ وضعت قدمي أرض إندونيسيا وأنا ألمس الكثير من مشاعر الحب والتبجيل التي يكونها الشرائح العريضة من الشعب الإندونيسي الشقيق للأزهر الشريف
ويتقلد العديد من الإندونيسيين من خريجي الأزهر الشريف المناصب الرفيعة في الدولة الإندونيسية لا سيما وزارة الشؤون الدينية إما يجعلني أن أشير بالبنان دور مؤسسة الأزهر الكبير في دعم كوادر الدولة الإندونيسية
ولعل من أبرز العلاقات التاريخية بين البلدين هو عدد الطلبة الإندونيسيين الذين يدرسون في مصر في الأزهر الشريف ومعاهده والذين يتجاوز عددهم عشر آلاف طالب وطالبة وهم في الحقيقة همزة الوصل بين الشعبين البلدين
كما يرسل الأزهر الشريف المبعوثين لتدريس في إندونيسيا في المعاهد الدينية المختلفة حيث يتتلمذ على أيدييهم من آلاف من الطلبة
إن المنهج الوسطي للأزهر الشريف يتواءم كثيرا مع تباعد الشعب الإندونيسي الشقيق الذي يركن إلى الإعتدال والتسامح ونبذ العنف والتعصب فإن أساس قيام دولة إندونيسيا الحديثة ممثلا في مبدأ البانجا تشيلا هي التي أدت إلى التسمك ووحدة إندونيسيا رغم التباين الشديد في الأعراق واللغات والأديان وهو ما يدعو إلى الإعجاب الشديد بمدى تعايش أصحاب الديانات المختلفة سواء السماوية أو غير السماوية جنب إلى جنب في إطار من الإحترام المتبادل
إن مؤسسة الأزهر الشريف كافحت عبر العقود الماضية من أجل رفعة وسمو قيم التسامح وكان دائما منارة العلم والعلماء الذين يأتوا لاطلاق العلم من شتى بقاع العالم ويقع على مسؤولية الطلبة الإندونيسيين من خريجي المعاهد التابعة لأزهر الشريف أن يكون سفيرا لهذه المؤسسة لنشر قيم التسامح والقبول وحسن العلاقات مع كل أناس
أخيرا وليس آخرا ففي حقيقة القول إن العلاقة المصرية الإندونيسية قديمة وتاريحية وترجع إلى منتصف القرن الماضي حين اعترفت مصر أول دولة في العالم بجمهورية إندونيسيا الوليدة واستمرت تلك العلاقة في التآخي والتشعب خاصة في المجال الديني والثقافي عبر العقود الماضية إلى أن أصبحت إندونيسيا أحد أهم الدول التي توفد طلابها إلى الأزهر الشريف
وفي النهاية أود مرة أخرى أن أشكركم على دعوتكم لي لحضور المناسبة الهامة وأن أتقدم لكل الطالبات خالص التهنئة وتمنياتي لهن بحياة كريمة
شكرا جزيلا

Pendaftaran Santri Baru